وافق مجلس إدارة صندوق التنمية الأفريقي، في أبيدجان في 27 فبراير 2024، على منحة بقيمة 11.96 مليون دولار لتسريع إنشاء المؤسسة الأفريقية للتكنولوجيا الصيدلانية، ومقرها في كيغالي، رواندا.

ويهدف الدعم المالي المقدم من نافذة الصالح العام الإقليمي التابعة لمجموعة البنك الأفريقي للتنمية، إلى جانب مساهمة قدرها 1.93 مليون دولار من الحكومة الرواندية، إلى تنفيذ المشروع الإقليمي لدعم قطاع الأدوية في رواندا.

وقال عيسى توري سار، رئيس المكتب القطري للبنك الأفريقي للتنمية برواندا، "يجب أن يحقق المشروع فوائد كبيرة (المخرجات والنتائج) في جميع أنحاء أفريقيا. ويجب أن تعمل الأبحاث الرائدة والابتكارات التكنولوجية للمؤسسة الأفريقية للتكنولوجيا الصيدلانية على تحسين نتائج الرعاية الصحية من خلال توفير الوصول إلى الأدوية والعلاجات المتقدمة، ومعالجة الأمراض السائدة، والمساهمة في المرونة الصحية الشاملة للقارة".

ومن المفترض أن يساعد الدعم المقدم من صندوق التنمية الأفريقي على تحسين الوصول إلى التقنيات الصيدلانية المتقدمة وتعزيز الإطار التنظيمي لصناعة الأدوية في أفريقيا.

وجدير بالذكر أن المؤسسة الأفريقية للتكنولوجيا الصيدلانية، التي تمت الموافقة على إنشائها في يونيو 2022 من قبل مجلس إدارة البنك الأفريقي للتنمية، وقعت اتفاقية البلد المضيف في ديسمبر 2023، مع حكومة رواندا، حيث يقع مقرها.

ونظراً للصعوبات التي تواجهها البلدان الأفريقية في الوصول إلى التكنولوجيا اللازمة لتصنيع الأدوية واللقاحات في بلدانها، ستعمل هذه المؤسسة كوسيط نزيه يشجع ويتفاوض مع شركات الأدوية المتعددة الجنسيات ودول أخرى في الجنوب بشأن تبادل التكنولوجيا والدراية وبراءات الاختراع المحمية بحقوق الملكية الفكرية.

وستعمل المؤسسة على بناء قدرات شركات الأدوية الأفريقية حتى تلتزم بزيادة الإنتاج المحلي كجزء من نهج منهجي لتعلم التقنيات الجديدة ورفع مصانع الإنتاج إلى المستوى التكنولوجي. وستعزز الكفاءات البشرية والمهنية في القطاع وفي النظام البيئي للبحث والتطوير، وكذلك في ابتكار الأدوية واللقاحات لتطوير المهارات اللازمة لقطاع مزدهر في القارة.

وسيتم استخدام منحة صندوق التنمية الأفريقي لشراء معدات مكتبية، مثل الأثاث والأجهزة والبرمجيات، ولتمكين المؤسسة، التي منحتها الحكومة الرواندية صفة وكالة دولية، لتوظيف الخبراء والشركات الفنية المتخصصة ذات الصلة لتوفير مجموعة من الخدمات الصحية والصيدلانية المتخصصة. وبالإضافة إلى الموارد الإدارية والبشرية، سيكون بعض الخبراء مسؤولين عن إنشاء الأنظمة المالية وأنظمة منح العقود.

وسيدعم المشروع أيضًا رفع مستوى المعلومات والتوعية، والخدمات الاستشارية، وتدريب المصنعين على عمليات التصنيع الجيدة، والرحلات الدراسية لنقل المعرفة الضمنية. كما سيعمل على تحسين جودة المنتجات الصيدلانية وسلامتها، وتسريع تنفيذ نظام الاعتراف المتبادل الإقليمي، بما يتماشى مع تنسيق اللوائح المتعلقة بالطب في مجموعة شرق أفريقيا. ولذلك، ستدعم المؤسسة العديد من الأنشطة، بما في ذلك التقييمات المشتركة لتوثيق المنتجات الطبية، وعمليات التفتيش المشتركة لممارسات التصنيع الجيدة، وكشف الإشارات والتحقيقات في المنتجات الطبية، بالإضافة إلى أنشطة مراقبة المضادات الحيوية بعد التسويق.

وستتعاون المؤسسة الأفريقية للتكنولوجيا الصيدلانية بشكل وثيق مع وكالة الأدوية التابعة للاتحاد الأفريقي، ومركز مكافحة الأمراض والوقاية منها في أفريقيا، والاتحاد الأوروبي، ومنظمة الصحة العالمية، ومنظمة التجارة العالمية، ومجمع براءات اختراع الأدوية، والمنظمات الخيرية والوكالات والمؤسسات الثنائية والمتعددة الأطراف.

وتجدر الإشارة إلى أن المؤسسة هي الأولى من نوعها التي تتعاون مع القطاعين العام والخاص في أفريقيا وأمريكا الشمالية وأوروبا وبقية العالم النامي، وقد وافقت المؤسسة على مذكرة تفاهم مع بنك الاستثمار الأوروبي، بالإضافة إلى تلقيها دعماً كبيراً من ألمانيا.