وافق مجلس إدارة البنك الأفريقي للتنمية، الجمعة 7 أكتوبر 2022، في أبيدجان، على تقديم منحة بقيمة 2.5 مليون دولار لحكومة موزمبيق من أجل تطوير الطاقات المتجددة في البلد. وستستخدم هذه المساهمة المالية، التي قدمها صندوق الطاقة المستدامة في أفريقيا الذي يديره البنك، في تنفيذ برنامج إدماج الطاقة المتجددة موزامبيق.

وقال مدير إدارة الطاقات المتجددة والفعالية الطاقوية في البنك الأفريقي للتنمية، السيد دانيال ألكسندر شروث " ستزداد قدرة موزمبيق، من خلال دعم صندوق الطاقة المستدامة في أفريقيا، على دمج حجم أكبر من الطاقات المتجددة، مما سيساهم في جهود البلاد لتصبح واحدة من موردي الطاقة الإقليميين الرئيسيين". وأضاف "تعد موزمبيق واحدة من أكثر الدول عرضة لمسألة تغير المناخ، وسيساعد المشروع في بناء بنية تحتية لتوليد الكهرباء أكثر استدامة ومرونة".

ويهدف هذا التمويل أساسا إلى تقديم المساعدة التقنية إلى الشركة الوطنية للكهرباء في أربعة محاور وهي: تقديم الدعم المالي لدراسات الجدوى التقنية والاقتصادية والبيئية والاجتماعية من أجل إنشاء محطة طاقة شمسية عائمة في خزان سد شيكمابا، وتقديم الدعم المالي لإجراء دراسة جدوى لتخزين نظم بطاريات الطاقة في ما يصل إلى 10 مواقع في جميع أنحاء البلد، وتعزيز القدرات التقنية لموظفي الشركة العمومية للكهرباء، ودعم تحضير طلبات تقديم العروض.

وقال رئيس الشركة الوطنية للكهرباء، السيد مارسيلينو جيلدو ألبرتو "نحن مسرورون جدا لإطلاق أنشطة صندوق الطاقة المستدامة في أفريقيا في موزمبيق، الذي يصاحبه مشاريع استراتيجية ومبتكرة للغاية، وستساهم في تنويع مصفوفة الطاقة، وإجراء دراسة بشأن احتياجات التخزين، من أجل تطوير المزيد من مشاريع الطاقة المتجددة". وأضاف:" إن الدعم الذي قدمه صندوق الطاقة المستدامة في أفريقيا يشمل أيضا برنامجا قويا لبناء القدرات، سيسمح لموظفينا بتطوير المهارات الاستراتيجية المتعلقة بتطوير مشاريع الطاقة المتجددة وإدارتها".

ويمكن استخدام المنحة لإجراء دراسات تهدف إلى زيادة حصة إنتاجالطاقات المتجددة المتغيرة في مزيج الطاقة في موزمبيق. وسيتم إجراء دراسات جدوى لتطوير الطاقة الشمسية الكهروضوئية العائمة في المنشآت الكهرومائية الحالية التابهة للشركة.

وتتأثر موزامبيق بشكل متزايد بالظواهر المناخية القاسية والمفاجئة مثل الأعاصير والعواصف وفترات الجفاف الطويلة، إلاّ أنها تتمتع بموارد طاقة وفيرة ومتجددة وأحفورية. وعلى مدى العقد الماضي، أحرز قطاع الطاقة في موزامبيق تقدما كبيرا، إذ أثبت البلد أنه مصدر صاف للكهرباء على الرغم من انخفاض معدلات توفيرها(57 ٪ في المناطق الحضرية و 13 ٪ في المناطق الريفية). وتمتلك موزمبيق قدرة إنتاجية بسعة 187 جيغاوات، ولديها أكبر إمكانات توليد الكهرباء في الجنوب الأفريقي، وذلك بفضل الموارد غير المستغلة في الفحم والطاقة الكهرومائية والغاز وطاقة الرياح والطاقة الشمسية. وتمثل الطاقة الكهرومائية حاليا حوالي 81 ٪ من السعة المركبة. غير أنه من المقرر أن يؤدي الغاز الطبيعي ومصادر الطاقة المتجددة دورا متزايدا في مزيج الطاقة في موزمبيق.

ويذكر أن البنك الأفريقي للتنمية يعد فاعلا رئيسيا في هذا القطاع في موزامبيق، إذ يوفر تمويلا بأكثر من 400 مليون دولار التمويل لمشروع الغاز الطبيعي المسال في موزمبيق، الذي هو قيد الإنجاز بتكلفة إجمالية قدرها 20 مليار دولار. ويدعم البنك إنتاج الكهرباء ونقلها وتوزيعها، مثل مشروع غاز "تامين". ويدعم حاليا مشروع محطة مفاندا نكوا لتوليد الطاقة الكهرمائية، وإصلاح محطة كاهورا باسا لتوليد الطاقة الكهرمائية، وبناء خط نقل من الشمال لنقل الكهرباء إلى الجنوب.