عززت مجموعة البنك الأفريقي للتنمية وحكومة ساو تومي وبرينسيبي شراكتهما التنموية بتمويل جديد بقيمة 18 مليون دولار أمريكي. ووُقعت الاتفاقات الثلاثة يوم الخميس في منتدى ساو تومي وبرينسيبي للاستثمار في بروكسل، وستدعم قطاعات الطاقة والزراعة الذكية مناخياً والأمن الغذائي والمائي المتكامل.

يُخصص الاتفاق الأول 7.5 مليون دولار أمريكي للمرحلة الثالثة من برنامج الاستدامة المالية والمرونة - التمويل التكميلي (FSERP-SF)، وهو جزء من عملية دعم الميزانية التي انطلقت في ديسمبر 2023. وبذلك يصل إجمالي قيمة التمويل إلى 20 مليون دولار أمريكي تُصرف مباشرةً في الميزانية الوطنية.

يُركز البرنامج على الإصلاحات في ركيزتين أساسيتين، وهما الاستدامة المالية وانتقال قطاع الطاقة. بموجب هذا البرنامج، التزمت حكومة ساو تومي وبرينسيبي بإجراء إصلاحات جوهرية في نظام المشتريات العامة والجمارك وإدارة الديون.

وفيما يتعلق بالتحول في قطاع الطاقة، الذي يمثل أولوية قصوى في خطة التنمية الوطنية للبلاد، يمول البرنامج تحسين إدارة شركة الكهرباء الوطنية، وتعديل التعرفة لاسترداد التكاليف، وتسريع الانتقال إلى مصادر الطاقة المتجددة. ويكمل هذا الإطار السياسي الاستثمار في تحويل الطاقة في البنية التحتية لتوليد وتوزيع الطاقة. ويمول صندوق نيجيريا الاستئماني، الذي يديره البنك الأفريقي للتنمية، هذه المرحلة الثالثة.

أما اتفاق التمويل الثاني، فيوجه موارد صندوق البيئة العالمي إلى مشروع الإدارة المشتركة للظواهر المناخية القاسية من أجل مرونة الزراعة ومصايد الأسماك (PRIASA III). ويهدف المشروع إلى تعزيز سلاسل القيمة في قطاعي الزراعة ومصايد الأسماك، مع نشر تقنيات مقاومة لتغير المناخ لحماية سبل العيش من الجفاف والفيضانات وندرة المياه.

باستثمار إجمالي قدره 18.9 مليون دولار أمريكي، يشمل 10 ملايين دولار من تمويل البنك الأفريقي للتنمية و8.9 مليون دولار من مرفق البيئة العالمية، سيُنفذ المشروع من خلال ثلاثة محاور، وهي تعزيز سلاسل القيمة والفوائد الاجتماعية والاقتصادية، والحد من الهشاشة عبر تقنيات ذكية مناخياً وبناء القدرات، وضمان إدارة فعّالة للمشروع من أجل التكيف المتكامل مع تغير المناخ في الزراعة ومصايد الأسماك.

أما الاتفاق الثالث فتتعلق بإنشاء مرفق لإعداد المشاريع بقيمة 1.4 مليون دولار أمريكي لربط المياه والطاقة والأمن الغذائي ضمن مبادرة العصر الجديد، بهدف دفع عجلة التنمية المستدامة في قطاعات المياه والطاقة والزراعة.

وعلى مدى عامين، سيُجري المرفق دراسات أساسية وخططاً رئيسية للإدارة المتكاملة للموارد المائية، بما في ذلك تطوير سد متعدد الأغراض، ومحطة لمعالجة المياه، وتدابير لتعزيز القدرة على التكيف مع تغير المناخ، وخطة صرف صحي شاملة للمدينة.

ويُمهد مرفق إعداد المشاريع الطريق لاستثمارات مستقبلية تهدف إلى توفير مياه الشرب للجميع، واستكشاف إمكانات توليد الطاقة الكهرومائية، وتحسين الإنتاج الغذائي بحلول عام 2030، مع تعزيز الحوكمة وقدرات أصحاب المصلحة. وسيسهم المشروع في خلق فرص عمل، وتعزيز مرونة النظام البيئي، ودعم التزامات الدولة المناخية.

صرح بيترو تويغو، المدير القطري لمكتب أنغولا وساو تومي وبرينسيبي بالبنك الأفريقي للتنمية، قائلاً: "بينما تُقدم ساو تومي وبرينسيبي للمجتمع الدولي خطتها التنموية الوطنية، وتسعى إلى جذب المستثمرين لدعم قطاعها الخاص، تُعدّ اتفاقات التمويل الثلاثة هذه دليلاً واضحاً على وقوف البنك الأفريقي للتنمية إلى جانب الدولة كمُوفر لرأس المال طويل الأجل وحلول تخفيف المخاطر".

وإلى غاية 30 نوفمبر 2025، بلغ إجمالي محفظة مجموعة البنك الأفريقي للتنمية النشطة في ساو تومي وبرينسيبي حوالي 89.4 مليون دولار أمريكي، موزعة على 12 أداة تمويل، بمتوسط ​​عمر 4.2 سنوات ونسبة صرف 49.5%. ويتصدر قطاع الزراعة التوزيع القطاعي (43%)، يليه العمليات متعددة القطاعات (23%)، ثم التمويل (17%)، والطاقة (15%)، والمياه (2%).

في الأخير، تعكس محفظة البنك تركيزاً قوياً على المرونة والأمن الغذائي وانتقال الطاقة والإصلاحات الاقتصادية الكلية، إلى جانب المشاركة المتزايدة في الاقتصاد الأخضر والأزرق والبنية التحتية المالية.