وزير الخارجية بلينكن ورئيس البنك أديسينا يسلطان الضوء على جهود أفريقيا لإطعام نفسها وبقية العالم. الترحيب بزيادة الدعم والاستثمار في المبادرات الأفريقية.

أشاد وزير خارجية الولايات المتحدة أنتوني بلينكن بمجموعة البنك الأفريقي للتنمية للجهود الاستثنائية التي تبذلها لمساعدة أفريقيا على إطعام نفسها وبقية العالم.

وقال وزير الخارجية بلينكن خلال زيارة استضافها رئيس مجموعة البنك الأفريقي للتنمية، الدكتور أكينوومي أديسينا في أبيدجان يوم الثلاثاء، "يتم بذل عمل استثنائي للوصول إلى حيث توفر أفريقيا لنفسها الغذاء، ولبقية العالم. وأنا مقتنع بأن ذلك يمكن أن يحدث". والتقيا المسؤولان في المقر الرئيسي للمركز الأفريقي لبحوث الأرز، وهو مركز امتياز لعموم أفريقيا لأبحاث الأرز وتنميته وبناء القدرات الذي ينفذ برامج البنك الزراعية.

وقال الرئيس أديسينا، في معرض ترحيبه بالوزير بلينكن، "هذه هي المرة الأولى التي يزور فيها وزير خارجية أمريكي البنك الأفريقي للتنمية وأعماله. إن زيارة الوزير بلينكن تاريخية، وتوفر زخمًا كبيرًا لعملنا من أجل إطعام أفريقيا. إنني أشيد بقيادة الوزير بلينكن القوية والتزامه بالأمن الغذائي، وأتطلع إلى العمل بشكل وثيق معه ومع حكومة الولايات المتحدة لتعزيز جهودنا المشتركة لدعم أفريقيا لإطعام نفسها والمساعدة في إطعام العالم".

وفي معرض شكره للولايات المتحدة على دعمها للمبادرات الزراعية الرئيسية لمجموعة البنك، قال الدكتور أديسينا "أشيد بالعمل الذي يقوم به الرئيس بايدن من أجل الأمن الغذائي العالمي. وأنا مسرور بالشراكة التي أبرمناها مع حكومة الولايات المتحدة لمساعدتنا على المضي قدمًا في مجال الأمن الغذائي في أفريقيا".

كما شكر الدكتور أديسينا الوزير بلينكن على منحة جديدة بقيمة 9.5 مليون دولار لدعم مبادرة البنك "التكنولوجيات لأجل التحول الزراعي في أفريقيا". وسيتم استخدام المنحة، التي تعد جزءًا من مبادرة "إطعام المستقبل" الأكبر حجمًا التي أطلقتها الحكومة الأمريكية لمكافحة الجوع العالمي، في المرحلة الثانية من برنامج البنك المسمى "التكنولوجيات لأجل التحول الزراعي في أفريقيا 2"، من أجل مساعدة البلدان الأفريقية على زيادة إنتاج الغذاء، وإدخال التكنولوجيات الذكية مناخيًا، وتوسيع الخدمات الإرشادية. وقامت هذه المبادرة حتى الآن بنشر تقنيات وأسمدة زراعية مقاومة للمناخ لفائدة 13 مليون مزارع أفريقي في 40 دولة أفريقية للمساعدة في تعزيز الإنتاج الغذائي والأمن الغذائي في القارة. كما ستساعد منحة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في توسيع نطاق البرنامج الثاني المذكور سلفا، بشكل أكبر.

وستعمل الولايات المتحدة مع البنك الأفريقي للتنمية لتحديد فرص الشراكة مع أنشطة رؤية وزارة الخارجية الأمريكية للمحاصيل والتربة الملائمة وتطوير استراتيجية الاستثمار.

ويهدف برنامج التكنولوجيات لأجل التحول الزراعي في أفريقيا إلى مضاعفة إنتاجية المحاصيل الأساسية والثروة الحيوانية ومصايد الأسماك، من خلال إتاحة التكنولوجيات المثبتة لأكثر من 40 مليون منتج زراعي بحلول عام 2025، مما سينتج 120 مليون طن إضافية من الغذاء. وفي إشارة إلى هذا العمل، قال بلينكن إن " البنك الأفريقي للتنمية يقوم بالاستثمارات اللازمة في الإنتاج المستدام بطريقة ذكية وفعالة، جنبًا إلى جنب مع برنامج المركز الأفريقي لبحوث الأرز الخاص به لتعظيم المحاصيل وإنتاج المحاصيل التي يمكنها مواجهة تغير المناخ".

وقال الوزير بلينكن، في معرض إشادته برئيس البنك الأفريقي للتنمية الدكتور أديسينا لقيادته العالمية، "أشيد بالبنك وقيادتكم للتأثير القوي والملهم لمبادراتكم. أنتم تقدمون مثالاً للآخرين بشأن كيفية إدارة البنك".

وإلى جانب المحاصيل مثل الأرز، قال الوزير بلينكن إن إدارة بايدن مقتنعة بوجود إمكانات هائلة في الاستثمار في إنتاج المحاصيل المقاومة للمناخ وذات القيمة الغذائية العالية بما في ذلك بعض الأطعمة التقليدية المهملة في أفريقيا.

ويُذكر أن البنك أطلق مبادرة المركز الأفريقي لبحوث الأرز في عام 2018 لتعزيز إنتاج الأرز، إذ يضم الآن 28 دولة عضوًا في جميع أنحاء أفريقيا، ويتوقع حوالي 15 دولة منها الوصول قريبًا إلى الاكتفاء الذاتي من الأرز. وقال الدكتور بابوكار مانه، المدير العام للمركز، الذي شارك أيضًا في الزيارة، "منذ عام 2018، زادت غلات الأرز بنسبة 25% وسبل العيش بأكثر من 31%".

وتعد الولايات المتحدة الأمريكية ثاني أكبر مساهم في جميع البلدان الأعضاء في البنك الأفريقي للتنمية، وأكبر مساهم من حيث القيمة التراكمية في صندوق التنمية الأفريقي، الذي يوفر تمويلا بشروط ميسرة لأفقر البلدان في أفريقيا. وخلال الزيارة، سلط الرئيس أديسينا الضوء على الأثر المستدام لاستثمارات الولايات المتحدة في عمليات البنك التي تتماشى مع الأولويات المشتركة في أفريقيا.

وتجدر الإشارة إلى البنك والحكومة الأمريكية يتمتعان بسجل حافل بالتعاون الموجه نحو تحقيق النتائج في العديد من القضايا، بما في ذلك:

• الأمن الغذائي: في ديسمبر 2022، أعلنت الولايات المتحدة عن تقديم 15 مليون دولار لمساندة المرفق الأفريقي للإنتاج الغذاء في حالات الطوارئ التابع للبنك، الذي بدأ العمل به في مايو 2022 استجابة لانقطاع الإمدادات الغذائية في جميع أنحاء القارة بسبب الحرب بين روسيا وأوكرانيا.
• التحول الزراعي: تعهدت الإدارة الأمريكية مؤخراً بدعم برنامج تمويل مخاطر الكوارث في أفريقيا لمساعدة الدول الأفريقية على أن تكون مرنة في مواجهة الصدمات المناخية مثل الفيضانات والجفاف.
• الممرات: الولايات المتحدة والبنك الأفريقي للتنمية من بين الموقعين على مذكرة تفاهم تضم شركاء عالميين لتعبئة الموارد من أجل ممر لوبيتو. وعند اكتماله، سيعمل برنامج السكك الحديدية والطرق على توسيع الممر الاقتصادي الذي يربط أنغولا وجمهورية الكونغو الديمقراطية وزامبيا بالأسواق العالمية. وسيوفر البرنامج أيضًا فرصًا لتطوير سلسلة القيمة الزراعية التي تستخدم البنية التحتية للنقل على طول ممر لوبيتو. وخصص البنك مبلغ 500 مليون دولار لدعم هذا المشروع. ويعمل البنك أيضًا مع الولايات المتحدة وشركاء التنمية الآخرين للموافقة على الممرات عبر القارة وتمويلها.
   

وتجدر الإشارة أيضا إلى أن مجموعة البنك الأفريقي للتنمية تساهم في التنمية الاقتصادية المستدامة والتقدم الاجتماعي في البلدان الأفريقية، إذ يولي البنك الاهتمام لخمس أولويات استراتيجية، وهي تصنيع أفريقيا، وتحسين تكامل أفريقيا، وإنارة أفريقيا وإمدادها بالطاقة، وإطعام أفريقيا، وتحسين نوعية الحياة لشعوب أفريقيا.