• أديسينا "كل امرأة، كل أم يجب أن تكون قادرة على تشغيل موقد الغاز وطهي وجبة لائقة مثل أي مكان آخر في العالم"
• البنك الأفريقي للتنمية يعمل على زيادة مساهمته في حلول الطهي النظيف
• بيرول "إن عدم القدرة على الوصول إلى الطهي النظيف هو وصمة عار على جبين الإنسانية" 

يقول المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية فاتح بيرول إن أفريقيا تحتاج إلى 4 مليارات دولار كاستثمار سنوي لتزويد 250 مليون نسمة بطاقة الطهي النظيفة. وقال بيرول إنه يتعين على الدول المتقدمة زيادة تمويلها لتوفير حلول الطهي النظيف لـ 900 مليون أسرة في أفريقيا، وحذر من أنه "بدون حل مشكلة الطهي النظيف في أفريقيا، لن تكون الخطة العالمية لإزالة الكربون ذات معنى".

وقال بيرول في حدث رفيع المستوى لتعزيز الوصول إلى الطهي النظيف عُقد على هامش مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب 23) في دبي، "نعتقد أنه يجب حل هذه المشكلة لأنها وصمة عار على جبين الإنسانية". وأعلن عن خطط لجعل الطهي النظيف موضوعًا رئيسيًا على جدول أعمال المؤتمر العالمي لوكالة الطاقة الدولية الذي سيشارك فيه أكثر من 50 حكومة في فبراير 2024.

وقال رئيس مجموعة البنك الأفريقي للتنمية الدكتور أكينوومي أديسينا إن البنك سيخصص ما يصل إلى 20 في المائة من قروضه السنوية المعتمدة للطاقة نحو حلول الطهي النظيف. وقال أديسينا في دعوة للعمل من أجل توفير الوصول الشامل إلى الطهي النظيف للنساء في أفريقيا، إن مساهمة البنك ستولد ملياري دولار للطهي النظيف على مدى السنوات العشر المقبلة.

وحث أديسينا الحكومات الوطنية على تخصيص ما لا يقل عن 5 في المائة من استثمار الطاقة السنوي الحالي البالغ 70 مليار دولار لتوفير حلول الطهي النظيف. وقال إنه ينبغي ضمان إمكانية الوصول إلى حلول الطهي النظيف والقدرة على تحمل تكاليفها في تطوير قدرة إنتاج الغاز البترولي المسال، وخاصة بالنسبة للبنية التحتية للإنتاج والتخزين والتوزيع. وقال أيضا إنه يتعين على بنوك التنمية المتعددة الأطراف تخصيص حصة كبيرة من تمويلها السنوي للطاقة لتوفير حلول الطهي النظيف.

لا يستطيع ما يقرب من مليار شخص في أفريقيا الوصول إلى الطهي النظيف ويعتمدون على الكتلة الحيوية أو الكيروسين، مما يسبب مستويات عالية من تلوث الهواء الداخلي. ونتيجة لذلك، يموت نحو 600 ألف امرأة وطفل أفريقي سنويا بسبب مخاطر الطهي باستخدام الكتلة الحيوية الخشبية أو الوقود الأحفوري، وفقا للبيانات الرسمية.

وتقدر التكلفة الاقتصادية العالمية للوقت الذي تضيعه المرأة في البحث عن حطب الوقود بنحو 800 مليار دولار سنويا. وتقدر التكلفة الصحية بنحو 1.4 تريليون دولار سنويا. وعلى الصعيد العالمي، سيؤدي الوصول الشامل إلى الطهي النظيف إلى تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بمقدار 1.5 غرام طن حتى عام 2030. وقال أديسينا "من الواضح أن توفير الوصول إلى الطهي النظيف أمر ممكن التنفيذ في أفريقيا. فلنعطي الأولوية لإنقاذ حياة النساء والأطفال؛ فدعونا نسهل على النساء طهي الطعام بكرامة وأمان. فالطهي النظيف سينقذ الغابات والمناخ وحياة النساء والأطفال".

وشهد حدث الثلاثاء، الذي يحمل عنوان "دعوة للعمل: الوصول الشامل للطهي النظيف في أفريقيا"، الكشف عن اتحاد أفريقيا للطهي النظيف لتسريع الوصول الشامل إلى حلول الطهي النظيف في جميع أنحاء القارة. وقد ضم المؤتمر مفوضية الاتحاد الأفريقي وخمس حكومات أفريقية، وهي كينيا وتنزانيا وسيراليون وأوغندا والسنغال، بالإضافة إلى حكومة أيرلندا والقطاع الخاص.

وقال أديسينا إن البنك مستعد لإقامة شراكات لتشجيع الطهي النظيف الشامل في أفريقيا، وذكر أن" البنك الأفريقي للتنمية على استعداد للعمل مع الجميع، جميع الشركاء، لتعبئة الموارد والإجراءات السياسية، والتحولات في السياسات اللازمة لإنجاز ذلك مرة واحدة وإلى الأبد. لذا، أطلب اليوم أن نخلق شرارة من شأنها إطلاق حركة لحل هذه المشكلة تضمن حصول النساء في أفريقيا على الطهي النظيف بنسبة 100%".

وأكد رئيس سيراليون، يوليوس مادا بيو، التزامات الحكومات الأفريقية بإعطاء الأولوية للطهي النظيف في جميع أنحاء القارة.  وقال الرئيس بيو في رسالته إلى المشاركين في مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين، التي ألقاها الدكتور كانديه يومكيلا، ورئيس المبادرة الخاصة بشأن تغير المناخ والطاقة المتجددة والأمن الغذائي في سيراليون، "سنقف معًا كقادة لأفريقيا لجلب الطهي النظيف إلى أعلى مستوى سياسي وجعله قضية إنمائية ذات أولوية للعالم أجمع".

وأشاد وزير المناخ الأيرلندي إيمون رايان بالقادة الأفارقة لتوحدهم حول تغير المناخ ووضع القارة في مركز المناقشات العالمية. وحث العالم المتقدم على الوفاء بالتزاماته التمويلية للبلدان النامية، بما في ذلك أفريقيا.

وتجدر الإشارة إلى أن العديد من الحكومات الأفريقية، بما في ذلك كينيا وسيراليون، تعطي الأولوية للطهي النظيف. وفي سبتمبر، أعلنت كينيا عن افتتاح وحدة توصيل الطهي النظيف، وهي عبارة عن فريق من الخبراء العاملين داخل مكتب رئيسها، لتسريع عملية الوصول إلى الطهي النظيف. وأعلنت سيراليون عن خطط مماثلة. وعلى هامش مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين أيضًا، أطلقت الرئيسة التنزانية سامية سولوهو حسن، في 3 ديسمبر 2023، برنامج دعم الطبخ النظيف للنساء الأفريقيات.