هونليسونجي كبادونو، وهو مزارع محترم في قرية أغلانفيكوبي، في منطقة باس مونو في جنوب توغو، يعمل في زراعة الأرض بشغف منذ تقاعده من وظيفته كعامل لحام. وعلى الرغم من بدايته المتواضعة على نطاق صغير في عام 2008، إلا أنه الآن، في عام 2023، يمتلك مزرعة واسعة.

يقول كبادونو وهو مبتهج وسط عملية إزالة الأعشاب الضارة، "بفضل مضخة الري الشمسية الثورية التي عرضت علي، أصبحت حقول الطماطم والذرة والجزر والملفوف والبنجر أفضل من أي وقت مضى. إن هذه التكنولوجيا المبتكرة، مع نظام الرش الخاص بها، تضمن الري الأمثل لجميع أراضيي، وهو أفضل بكثير من نظام الأنابيب الذي كنت أستخدمه سابقًا. والآن أصبح محصولي وفيرًا وخلايا النحل تنتج عسلًا عالي الجودة".

يقوم دانسو كودجوفي زونبليو بزراعة الذرة و"أديمين"، وهي خضروات محلية تحظى بشعبية كبيرة في توغو وبنن المجاورة، إذ قرر الميكانيكي السابق أن ينتقل إلى مجال الزراعة في عام 2002. وبعد عقدين من الزمن تقريبًا، تمكن هو أيضًا من الحصول على مضخة ري تعمل بالطاقة الشمسية. وتسمح له المضخة، التي تعمل بالألواح الشمسية، بسقي حقوله دون إنفاق المال على الكهرباء.

ويقول دانسو "في السابق، كان ري حقولي عملاً مرهقًا يتطلب وقتًا وطاقة. والآن، وبفضل المضخة الشمسية، يتم ري حقولي بكفاءة وتنتج محاصيل وفيرة. كما سمح لي ذلك بالاستجابة للطلب المتزايد على المنتجات الطازجة، سواء في قريتي أفيغبو أو في العاصمة لومي". وقد أكسبته محاصيله الوفيرة ما يكفي من المال لتشغيل عمال محليين إضافيين. ونتيجة لذلك، فهو يساهم في خلق فرص العمل في قريته، مما يوفر للشباب فرصة عمل مستقر.

كبادونو ودانسو هما من بين 100 مستفيد أو نحو ذلك من مشروع دعم المكون الاجتماعي لبرنامج كهربة الريف، وهو برنامج وطني لكهربة المناطق الريفية من خلال توسيع شبكة الكهرباء وتوفير مجموعات الطاقة الشمسية للمدارس. ويتم تمويل المشروع بشكل مشترك من قبل البنك الأفريقي للتنمية والاتحاد الأوروبي بمبلغ 11.68 مليون دولار أمريكي. ويهدف البرنامج إلى تحسين الظروف المعيشية للناس في حوالي 500 منطقة ريفية في توغو من خلال تحسين إمكانية حصول الأسر والمرافق المجتمعية والمزارع الصغيرة على الطاقة.

وبحلول منتصف سبتمبر 2023، كان المشروع قد قام بتركيب 122 سخان مياه يعمل بالطاقة الشمسية في المراكز الصحية وقام بتوفير الكهرباء لصالح 87 وحدة رعاية محيطية. وهناك منشآت أخرى جارية في جميع المناطق الأخرى في البلاد. وبالإضافة إلى ذلك، تم نشر 153 مضخة غاطسة وسطحية في المزارع استجابة لاثنين من الأولويات الاستراتيجية الخمس للبنك الأفريقي للتنمية، وهما "إضاءة أفريقيا وإمدادها بالطاقة" و"تحسين نوعية الحياة للناس في أفريقيا".

ويؤكد كبادونو قائلا "لقد كان هذا المشروع نقطة تحول حقيقية بالنسبة لي. لقد حولت مزرعتي إلى نموذج من الكفاءة والإنتاجية بفضل الطاقة الشمسية". وفي الواقع، يستخدم إنتاجه أيضًا لتغذية الحيوانات في المزرعة، حيث يتم تحويل نفاياتها إلى سماد واستخدامها كسماد طبيعي لمحاصيله. وبالإضافة إلى ذلك، يتم استخدام مياه الحفر التي يوفرها نظام مضخة الري بالطاقة الشمسية لتلبية احتياجات أسرته وإدارة المزرعة وصيانتها. وتتيح له هذه الدائرة الفاضلة توفير المال وزيادة إنتاجيته وحماية البيئة. ويختتم السيد كبادونو حديثه بفخر "لا شيء يضيع في مزرعتي، فكل شيء يتحول إلى مستقبل مشرق ومزدهر!".