وافق مجلس إدارة البنك الأفريقي للتنمية، في 5 ديسمبر، في أبيدجان، على منح تمويل إضافي قدره 19.25 مليون دولار أمريكي لصالح مدغشقر لمساعدتها على مواجهة الصدمات المناخية المتكررة (الجفاف والعواصف والأعاصير).

ويأتي التمويل الإضافي لبرنامج الأفريقي لتمويل إدارة مخاطر الكوارث (البرنامج) في مدغشقر من مرفق دعم الانتقال، وهو آلية تمويل سريعة وبسيطة ومرنة لمجموعة البنك، الذي توفر مبلغ إجمالي قدره 13 مليون دولار (7.11 مليون في شكل قرض و5.89 مليون دولار كمنحة). ويقدم الصندوق الاستئماني المتعدد المانحين التابع للبرنامج منحة قدرها 4.70 مليون دولار للمساعدة في تمويل قسط التأمين السيادي ضد حالات الجفاف والأعاصير المدارية، وتسدد حكومة مدغشقر 1.55 مليون دولار.

ويعزز هذا التمويل الإضافي إنجازات المرحلة الأولى من البرنامج في مدغشقر، ويحمي استثمارات البنك في المناطق المتضررة من العواصف والأعاصير المدارية.

ويتمثل الهدف الرئيسي من التمويل الإضافي للبرنامج في تعزيز المرونة والاستجابة للصدمات المناخية من خلال تحسين إدارة مخاطر الكوارث الطبيعية والتكيف مع تغير المناخ في مدغشقر. ويستند هذا الهدف الإنمائي إلى محورين، وهما تعزيز المرونة المالية للدولة في مواجهة الأخطار المناخية من خلال اعتماد آليات تحويل المخاطر القادرة على تعبئة الموارد المالية لتقديم المساعدة السريعة للسكان الضعفاء في حالة وقوع كارثة، وتعزيز الأمن الغذائي والمرونة الاجتماعية للسكان الضعفاء المتأثرين بالأخطار المناخية في الجنوب والجنوب الشرقي للبلاد.

وسيتم استخدام التمويل، من بين أمور أخرى، لإعادة تأهيل 100 قاعة دراسة في 50 مؤسسة في 4 مناطق من البلاد (أتسينانانا، وأتسيمو أتسينانانا، وفاتوفافي وفيتوفيناني) و10 مقاطعات. كما سيسمح ببناء 3 ملاجئ مجتمعية متعددة الأغراض في بلديات أنتاناناريفو وتاوماسينا وفينريف-إست، بهدف تأمين الناس والإنتاج الزراعي في حالة وقوع كارثة. وسيسمح التمويل أيضًا ببناء مستودعين للتخزين في الجنوب (منطقتي بكيلي وأمبوسوار)، سيكونان بمثابة مخزن حبوب مجتمعي للسكان المحليين، من أجل تسهيل توافر البذور عند الحاجة. كما سيمكن التمويل من شراء وتوزيع المواد الغذائية على الفئات السكانية الضعيفة. وستتلقى ما لا يقل عن 64 ألف أسرة ضعيفة (270 ألف شخص، 50٪ منهم نساء) علب غذائية، وحصص غذائية للأطفال دون سن الخامسة والنساء الحوامل والمرضعات من أجل إعادة تأهيل الوضع الغذائي في المناطق المعرضة للخطر وتحسين الوضع الغذائي والتغذوي لفائدة 14 ألف أسرة لديها أطفال دون سن الخامسة.

وقالت السيدة تودا أتسوكو، مديرة إدارة التمويل الزراعي والتنمية الريفية في البنك الأفريقي للتنمية "التمويل الإضافي للبرنامج في مدغشقر هو دعم طارئ من البنك الأفريقي للتنمية لحكومة مدغشقر في أعقاب العواصف والأعاصير المدارية التي ضربت البلاد بشدة خلال الربع الأول من عام 2022، وتسببت في أضرار طالت جميع القطاعات تقريبًا،وهي الإسكان والتعليم والصحة والإدارة والطرق والسكك الحديدية والزراعة المائية والبنية التحتية للطاقة، وما إلى ذلك".

وتعد مدغشقر نظرًا لموقعها الجغرافي في المحيط الهندي، شديدة التأثر بالصدمات المناخية. فخلال موسم الأعاصير الأخيرة للفترة 2021-2022، وفي غضون شهر، تعرضت البلاد بشدة لستة عواصف وأعاصير مدارية.

ولقد أدى الضرر غير المسبوق الناجم عن موسم الأعاصير للفترة 2021-2022 إلى تفاقم الوضع الاجتماعي والاقتصادي غير المواتي حاليا، لا سيما في الجنوب، أين يعيش أكثر من 85٪ من السكان تحت خط الفقر (وفقًا لآخر تقرير صادر عن البنك الدولي)، وأين يشارك البنك الأفريقي للتنمية بنشاط في الأمن الغذائي وإدارة مخاطر الكوارث والتنمية الاجتماعية والاقتصادية، لا سيما من خلال مشروع التمويل الإضافي لبرنامج الأفريقي لتمويل إدارة مخاطر الكوارث.

وبفضل مشروع البرنامج، تلقت مدغشقر في عام 2020 حوالي مليوني دولار بعد الجفاف الشديد الذي أثر على الجنوب خلال الموسم الزراعي 2019-2020. وفي مارس 2022، تلقت تمويلا يقارب 10 ملايين دولار بعد مرور إعصار باتسيراي الذي أثر بشدة على مناطق الجنوب الشرقي الكبير. وفي الآونة الأخيرة في يوليو 2022، تلقت البلاد مرة أخرى تمويلا إضافيا قدره 797049 دولار استجابةً لقلة هطول الأمطار في الجنوب خلال الموسم الزراعي 2021-2022.

وأكد آدم أمومون، المدير القطري للبنك في الجزيرة الكبيرة "هذه المبالغ المدفوعة من تأمين شركة عموم أفريقيا لإدارة المخاطر (بالغة الإنجليزية "African Risque Capacity") تعزز جهود الحكومة وشركائها الفنيين والماليين، بما في ذلك البنك الأفريقي للتنمية، في الاستجابة للأخطار المناخية في مدغشقر. وهذا هو نفس المنطق الذي يناسب التمويل الإضافي لمشروع البرنامج الأفريقي لتمويل إدارة مخاطر الكوارث، لأنه يكمل مختلف الجهود فيما يتعلق بمدى الاحتياجات من حيث التعافي من الكوارث في مدغشقر ".

وتجدر الإشارة إلى أن يرنامج التمويل الإضافي يتماشى مع الورقة الإستراتيجية القطرية للبنك في مدغشقر (2022-2026)، واستراتيجية البنك العشرية (2013-2022). وبالإضافة إلى استراتيجية البنك لمعالجة الهشاشة وبناء القدرة على الصمود في أفريقيا (2022-2026)، يتماشى التمويل أيضًا مع اثنتين من الأولويات الإستراتيجية الخمس العليا للبنك، وهما، وهما "إطعام أفريقيا" و "تحسين جودة حياة الناس في أفريقيا ".