أشاد المدراء التنفيذيون لمجموعة البنك الأفريقي للتنمية في ختام زيارة دامت خمسة أيام للمغرب، برؤية الحكومة المغربية في مجال التنمية والمنجزات التي حققتها البلاد.

والتقى وفد مجموعة البنك الذي ضم نحو عشرة مدراء تنفيذيين، بمسؤولين حكوميين وممثلين عن السلطات العامة والقطاع الخاص، وتابعوا الاجتماعات والزيارات الميدانية بهدف تقييم عمل البنك في الدولة، وفهم آفاق تنميته بشكل أفضل. وكان المدير القطري للمغرب في البنك، السيد أشرف حسن ترسيم في رفقة وفد البنك.

وأول لقاء جمع المدراء التنفيذيين مع مسؤول حكومي كان مع وزيرة الاقتصاد والمالية السيدة نادية فتاح، التي استعرضوا معها أولويات الحكومة وبحثوا بعض جوانب التعاون. وقالت الوزيرة" نتوجه بالشكر للبنك الأفريقي للتنمية على الدعم المقدم لبلدنا في تنفيذ العديد من الإصلاحات الهيكلية ومشاريع البنية التحتية، التي ساهمت بشكل كبير في تحسين إدماج السكان، لاسيما الشباب والنساء منهم ". وشددت السيدة نادية فتاح بعد ذلك، على أهمية تعميق الدعم الفني والمالي للبنك، من أجل مواكبة ديناميات التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المغرب. 

وقال المتحدث باسم الوفد، السيد ديزيري غيدون" إن الشراكة بين المغرب والبنك مثالية. وسنستخدمها من أجل تسريع ديناميكية بروز المغرب"، وأثنى على "أهمية الإصلاحات التي تم إجراؤها والتي تجعل المغرب نموذجا تنمويا يحتذى به"، قبل أن يضيف "يجب على المغرب أن يؤدي دورا محوريا للبلدان الأفريقية الأخرى من خلال تبادل الخبرات".

والتقى المدراء التنفيذيون في الرباط،  بوزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، السيدة ليلى بنعلي، التي ناقشوا معها الحاجة إلى تعاون أكثر هيكلة، مما يعزز تبادل الخبرات في مجال انتقال الطاقة.

وأوضح المدير العام للشركة الوطنية للضمان ولتمويل المقاولة، السيد هشام زناتي السرغيني للمدراء التنفيذين، عمل المؤسسة التي تهدف إلى ضمان الحصول على التمويل، لا سيما لأصحاب المشاريع الشباب والنساء والشركات الناشئة والقطاع الخاص. وأشاد السيد زناتي"إذا كانت هناك مؤسسة دعمتنا منذ البداية وكل شيء يعمل على ما يرام، فهي البنك الأفريقي للتنمية، فلقد دعمنا في عصرنة إجراءاتنا ونظمنا للمعلومات". وجدد المدراء التنفيذيون دعم البنك لتسريع زخم الشمول المالي، وتحرير إمكانات النمو للقطاع الخاص.

وقدم نائب الرئيس العام للاتحاد العام لمقاولات المغرب، السيد مهدي التازي، في الدار البيضاء، أساسيات الاقتصاد المغربي وعوامل القدرة التنافسية للقطاع الخاص. وقال السيد التازي" يتمتع البنك الأفريقي للتنمية بدور استراتيجي في إشراك القطاعات الخاصة الأفريقية والمساعدة في تحقيق منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية". وشدد على أن" تكامل سلاسل القيمة الأفريقية، وتثمين رأس المال البشري وتعزيز عوامل القدرة على المنافسة، لا سيما الخدمات اللوجستية منها، هي، من بين أمور أخرى، العوامل المحددة لتحقيق ذلك".

كما التقى المدراء التنفيذيون لمجموعة البنك الدولي بممثلي القطب المالي للدار البيضاء. وقالت نائبة المدير العام للقطب المالي، السيدة لمياء مرزوقي" حققنا الكثير من الإنجازات مع البنك الأفريقي للتنمية. وبالنسبة لنا، فالبنك يعد مؤسسة كبرى. كما أن قانون إنشاء القطب المالي للدار البيضاء تمت المبادرة به ضمن إطار مشروع دعم تطوير القطاع المالي، الذي نشره البنك". وأشار المدراء التنفيذيون إلى أن"هناك أوجه واضحة للتآزر. وسيقف البنك إلى جانب  القطب المالي للدار البيضاء من أجل تعزيز التقارب بين الأطر القانونية والتنظيمية للقطاعات المالية الأفريقية وتعميق التكامل المالي للقارة".

ومن أجل فهم توقعات الشباب بشكل أفضل، تبادل الوفد مع رواد الأعمال من محطة المؤسسة الناشئة التي تم إنشاؤها بمبادرة من مهدي العلوي، وبدعم من البنك. وأكد وفد البنك أن"ريادة الأعمال هي أولوية رئيسية للبنك. وهؤلاء الشباب هم المحرك الحقيقي للابتكار وخلق القيمة. وسنكون دائما إلى جانبهم". كما قام أعضاء مجلس الإدارة بزيارات للمشاريع لتقييم آثار مشاريع البنية التحتية الممولة من البنك.

وفي موقع أم عزة بالرباط، زار الوفد محطة ضخ ومعالجة مياه الشرب بتمويل من البنك، الذي يزود أكثر من خمسة ملايين شخص على محور الرباط-الدار البيضاء. وشدد المدراء التنفيذيون على أن" إنجازاتنا المشتركة سمحت لـ 15 مليون نسمة، من حوالي ثلاثين مدينة مغربية، بالاستفادة من أنظمة أفضل لإمدادات المياه وتوزيعها". وقد استفاد المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، وهو شريك منذ فترة طويلة للبنك، من دعم البنك منذ 70 عاما. وقد استثمر البنك أكثر من 1.2 مليار دولار أمريكي، مما جعله من أوائل الجهات الممولة لقطاع المياه في المغرب. وأشاد المدير العام للمكتب قائلا "يوجد الكثير من الأشياء التي حققناها معا في مجالات المياه والكهرباء. ويشكل ذلك شراكة مثالية ولها قيمة مضافة حقيقية". 

كما زار المدراء التنفيذيون محطة السكة الحديدية الرباط-أكدال أين استقلوا القطار. ويذكر لأن البنك دعم عصرنة السكك الحديدية من خلال مشروع زيادة قدرة محور السكة الحديدية طنجة-مراكش مما سمح بزيادة عدد السكك الحديدية وبناء محطات للسكك الحديدية من الطراز الحديث، وما إلى ذلك.

وتجدر الإشارة إلى أنه لأكثر من نصف قرن، بلغ التزام مجموعة البنك الأفريقي للتنمية تجاه المغرب أكثر من 12 مليار أورو. وتغطي عمليات التمويل عدة قطاعات، تتمثل في الصحة والطاقة والمياه والنقل والتنمية البشرية والزراعة والقطاع المالي.